
بحسب أحدث إحصاءات مركز مكافحة والتحكم في الأمراض التابع للاتحاد الأفريقي فإن ٥٣ دولة أفريقية قد تأثرت بفيروس كورونا المستجد، وقد بلغ مجمل الحالات المسجلة في القارة الأفريقية ٦٣.٣٢٥ تعافى منها ٢١.٨٢١ شخص وسجلت ٢.٢٩٠ حالة وفاة حتى يوم ١١ مايو ٢٠٢٠
وبالرغم من إصابة عشرات الآلاف في القارة بفيروس كورونا المستجد إلا أن معدلات الإصابة لا تزال منخفضة نسبياً مقارنة ببقية دول العالم
ومنذ بداية جائحة كورونا، انتشرت بعض الإدعاءات الخطيرة، غير الصحيحة وغير المثبتة علمياً أن فيروس كورونا المستجد لا يصيب الأفارقة
يقول د. بيليت.أ.ديسيمي، أخصائي الفيروسات بالمعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة الأمريكية أنه لا توجد أدلة علمية تؤيد هذه الادعاءات
ويضيف د. ديسيمي “في الحقيقة، أن معظم الدول الأفريقية واصلت تأكيد الإصابات بفيروس كورونا المستجد منذ الأول من شهر أبريل والحالات المؤكدة في تزايد”
ويؤكد دكتور ديسيمي، أن الأفارقة الذين يعيشون بالخارج هم أيضاً عرضة للإصابة بالوباء تماماً كالآخرين، وذلك دحضاً لإدعاءات (الجين المميز) الذي يحمي الأفارقة على وجه الخصوص من الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
الحقيقة يمكن أن تكون على النقيض تماماً
صرح د. تينسي. ز.اليمايهو. أخصائي أمراض الأطفال المعدية بمركز الصحة الأمريكي بأديس أبابا، بأنه لا يوجد دليل علمي يثبت أن هنالك عرق أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستحدث دون غيره، مشيراً الى تحليل شارك بكتابته
كما حذر اليمايهو من احتفالية إنتشار فيروس كورونا المستجد في أفريقيا أكثر من أي مكان آخر بسبب ضعف التجهيزات الإجرائية لاحتواء الوباء، كما أن معظم الدول الأفريقية لا يمكنها تحمل تكلفة الفحوصات واسعة النطاق، وبالتالي، التقليل الواضح لحقيقة جسامة المشكلة.
وأضاف اليمايهو إلى عدم توفر موارد المياه النظيفة للكثيرين عبر القارة، ويتعذر عليهم أيضاً الحصول على معقم الأيدي، مما يزيد من خطر انتشار الفيروس في القارة.
ونوه أخصائي أمراض الأطفال المعدية أن 5% من الإصابات عالمياً تطلبت عناية مكثفة واستخدام جهاز التنفس الصناعي، وقال “افريقيا تفتقر الى هذه الوسائل والمسهلات لتكثيف العناية الطبية، وهذه الدول لديها عدد ضئيل من أجهزة التنفس الصناعي.”
يوجد في المتوسط عدد ٩ أسرة عناية مكثفة مجهزة مقابل كل مليون نسمة في أفريقيا وفقاً لدراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية في مارس ٢٠٢٠ وقد شملت ٤٧ دولة أفريقية.
وحذر أيضا من العناصر الأخرى التي يمكن أن تساهم في انتشار الفيروس في القارة الأفريقية، مثل التعداد السكاني الكبير في حيز سكني متقارب كما هو الوضع في مخيمات اللجوء واسعة النطاق، كل ذلك سيفرض ضغطاً هائلاً على استراتيجيات التخفيف من انتشار الجائحة.
وبحسب منظمة الصحة العالمية قد تصل أعداد الوفيات بفيروس كورونا المستجد في أفريقيا إلى ٨٣- ١٩٠ ألف حالة خلال العام الأول من الجائحة إذا لم تنجح إجراءات احتواء الفيروس. كما قد يحتاج ٣.٦- ٥.٥ مليون نسمة للتنويم في المستشفى.
“على قارة افريقيا التأهب عوضاً عن تصديق ادعاءات مناعة الأفارقة ضد فيروس كورونا المستجد، علينا افتراض الأسوأ، واعداد استراتيجيات سريعة للتصدي للوباء، للمساعدة في حل الازمة، بالإضافة إلى حملات التوعية العامة.”
كما ستؤثر جائحة فيروس كورونا المستجد على النمو الإقتصادي ومعدلات الفقر والأمن الغذائي في القارة وفقاً للدكتور حافظ غانم نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.